ضياع الوقت في العصبية والتنابز
وفي المقابل أيضاً تجد الآخر يعد أن كل من كان من هذا النوع بدو أجلاف، لا قيمة لهم، ولا لأنسابهم، ولا لأصولهم، ولا لحرمتهم، ولا لأعراقهم، وهذا يحقر هذا، وهذا يحقر هذا، وكل منهم يسخر من الآخر، وهذا بعكس ما أمر الله عز وجل: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ))[الحجرات:11]، فتجد السخرية، والاستهزاء، والتنابز بالألقاب، والتهم، والتشنيع، حتى شكى بعض الإخوان -وهي شكوى عن حق وحقيقة ومشاهدة، والله المستعان- أن كثيراً من المجالس تضيع في هذا الأمر، فإذا كان هناك زملاء في العمل، أو في الجوار، أو في السكن، هذا من تلك الطائفة، وهذا من هذه الطائفة، وهذا من أهل هذه المهنة، وهذا من أهل هذه المهنة؛ فهم في كل الأوقات في جدل ونقاش -جداً أو مزحاً- في التفاضل بين هاتين الطائفتين، أو هاتين القبيلتين، أو هاتين المجموعتين.. إلى آخره.